المشاركات

مقدمة سفر ايوب

يبدأ هذا الكتاب بالقول إن أيوب الفصلان 1 ، 2 أيوب رجل صالح ولا عيب فيه غمرته الحياة بخيراتها وهو أمين لربه لكن أليس في أمانته مصلحة؟ وجاء وقت خسر فيه كل شيء خسر ماله وأملاكه وأولاده وصحته فهل بقي أميناً لربه رغم ما حل به؟ ويتساءل أيوب من هو الله؟فإذا كان هو الإله العادل فلماذا حلت به كل هذه المصائب؟وحاول ثلاثة من أصدقائه أن يقنعوه أن مصائبه قصاص على خطاياه فيقدمون له البراهين التقليدية عن سعادة البار وتعاسة الخاطىء أما أيوب فيعارض نظرتهم مقدماً لهم واقع الظلم الذي يعيشه البشر ثم يثور على الصورة التي رسمها أصدقاؤه عن الله ويردد أنه بريء من أية خطيئة ويجري هذا كله بأسلوب شعري يسيطر عليه معظم الحوار أيوب الفصول 3 - 31 ثم يتدخل في الحوار شخص آخر اسمه أليهو أيوب الفصول 32 - 37 محاولاً إقناع أيوب أن الله أرسل الألم لتحذير الانسان وعلى أية حال لا يحق لأحد أن يسال الله لماذا يفعل ما يفعل وأخيراً يتدخل الله أيوب الفصول 38 : 1 - 42 : 6 فلا يقدم الجواب بل يطرح أسئلة جديدة وهنا يعترف أيوب بخطاه وأنه تكلم على الله دون أن يعرف من هو الله وينتهي الكتاب بالعودة إلى أيوب أيوب 42 : 7 - 17 فيؤكد الله أن

ايوب فصل 1

1 كان في أرض عوص رجل اسمه أيوب وكان هذا الرجل نزيها مستقيما يخاف الله ويحيد عن الشر 2 وولد لأيوب سبعة بنين وثلاث بنات 3 وكانت مواشيه سبعة آلاف من الغنم وثلاثة آلاف جمل وخمس مئة فدان بقر وخمس مئة أتان وله عبيد كثيرون فكان ذلك الرجل أعظم أبناء المشرق جميعا 4 وكان بنوه يذهبون ويقيمون وليمة في بيت كل واحد منهم بدوره ويستدعون أخواتهم الثلاث ليأكلن ويشربن معهم 5 فإذا تمت أيام كل وليمة كان أيوب يبكر في الغد فيصعد محرقات عن كل واحد منهم فيطهرهم وكان يقول لعل بني خطئوا وجدفوا على الله في قلوبهم هكذا كان أيوب يفعل كل الأيام 6 وجاء الملائكة يوما للمثول أمام الرب وجاء الشيطان أيضا بينهم 7 فقال الرب للشيطان من أين جئت؟فأجاب الشيطان من التجول في الأرض والسير فيها 8 فقال له الرب هل استرعى انتباهك عبدي أيوب؟فهو لا مثيل له في الأرض لأنه رجل نزيه مستقيم يخاف الله ويحيد عن الشر 9 فأجاب الشيطان أيخاف أيوب الرب مجانا 10 أما سيجت حوله وحول بيته وحول كل شيء له من كل جهة؟أما باركت أعماله فانتشرت مواشيه في الأرض؟ 11 ولكن مد يدك الآن ومس كل شيء له فترى كيف يجدف عليك في وجهك 12 فقال الرب للشيطان ها أنا أجعل كل ش

ايوب فصل 2

1 وجاء الملائكة يوما للمثول أمام الرب وجاء الشيطان بينهم 2 فقال الرب للشيطان من أين جئت؟فأجاب الشيطان من التجول في الأرض والسير فيها 3 فقال له الرب هل استرعى انتباهك عبدي أيوب؟فهو لا مثيل له في الأرض لأنه رجل نزيه مستقيم يخاف الله ويحيد عن الشر وإلى الآن هو متمسك بنزاهته مع أنك حرضتني عليه من دون سبب 4 فأجاب الشيطان نجا بجلده كل ما يملكه الإنسان يبذله عن نفسه 5 ولكن مد يدك ومس عظمه ولحمه فترى كيف يجدف عليك في وجهك 6 فقال الرب للشيطان ها هو الآن في قبضة يدك ولكن احفظ حياته 7 وخرج الشيطان من أمام وجه الرب وضرب أيوب بالجرب من باطن قدمه إلى قمة رأسه 8 فأخذ أيوب شقفة من الخزف ليحك جسده بها وهو جالس على الرماد 9 فقالت له امرأته أتبقى إلى الآن متمسكا بنزاهتك؟جدف على الله ومت 10 فقال لها أيوب كلامك هذا كلام امرأة جاهلة أنقبل الخير من الله وأما الشر فلا نقبله؟ومع هذا كله لم يخطأ أيوب بكلمة من شفتيه 11 وسمع ثلاثة أصدقاء لأيوب بكل ما حل به من المصائب فأقبل كل واحد من مكانه أليفاز التيماني وبلدد الشوحي وصوفر النعماتي واتفقوا أن يذهبوا إلى أيوب ليرثوا لحاله ويعزوه 12 فلما رفعوا أعينهم من بعيد لم يع

ايوب فصل 3

1 ثم فتح أيوب فمه ولعن يومه 2 وقال 3 لا كان نهار ولدت فيه ولا ليل قال حبل برجل 4 ليكن ذلك النهار ظلاما لا يتعهده الله من فوق ولا يشرق عليه نور 5 يتولاه الظلام وظل الموت وعليه يحل السحاب وتباغته كواسف النهار 6 ليت السواد أمسك ذلك الليل فلم يحسب بين أيام السنة ولا دخل في عدد الشهور 7 ليته كان عاقرا ولا يسمع فيه هتاف الفرح 8 يلعنه اللاعنون كل يوم الماهرون في إثارة لاوياثان 9 ليت نجوم مسائه أظلمت فلم يجئه النور من بعد ولا رأى أجفان الفجر 10 فهو لم يغلق على أبواب البطن ولا ستر الشقاء عن عيني 11 لماذا لم أمت من الرحم أو فاضت روحي عندما خرجت 12 لماذا قبلتني الركبتان أو الثديان حتى أرضع؟ 13 إذا لكنت الآن أرقد بسلام غارقا في سبات مريح 14 مع ملوك الأرض ووزرائها في ما بنوه لهم من قصور 15 مع الأمراء وذهبهم كثير وبيوتهم مملوءة بالفضة 16 أو لكنت كمن يولد طرحا ومثل جنين لا يرى النور 17 هناك يكف الأشرار عن القلق وهناك يستريح المتعبون 18 هناك يطمئن الأسرى ولا يسمعون صوت المسخر 19 هناك يتساوى الصغير والكبير ويتحرر العبد من سيده 20 لماذا النور للتعساء والحياة لمن نفوسهم مرارة 21 المنتظرين الموت فلا يجيء

ايوب فصل 4

1 وقال أليفاز التيماني 2 إن أجبناك بكلمة فهل تتحمل؟وهل تقدر أن تلزم الصمت؟ 3 ما أكثر الذين أرشدتهم وكم شددت من أيد مرتخية 4 كلامك كم أنهض العاثرين وثبت من ركب راكعة 5 والآن أصبت فما تحملت وجاءتك الضربة فارتعبت 6 أين تقواك وهي اعتمادك وحسن سيرتك وهي رجاؤك 7 أتذكر واحدا بريئا هلك أو رجلا مستقيما أبيد؟ 8 أما رأيت أن من يفلح الإثم ويزرع الشقاء إياهما يحصد؟ 9 بنسمة من فم الله يبيد وبريح من أنفه يفنى 10 فينقطع صوت زئير الأسد وتنكسر أنياب الأشبال 11 لأن الأسد بغير فريسة يموت وتتبدد جراء اللبوة 12 تلقيت مرة كلاما خفيا تسلل همسا إلى أذني 13 في هواجس أحلام الليل عند وقوع سبات على الناس 14 فأصابني خوف ورعدة منهما رجفت عظامي 15 ومرت ريح على وجهي فاقشعر الشعر في جسدي 16 رأيته واقفا هناك ولكن ما تبينت وجهه كأنه خيال أمام عيني وبعد سكوت سمعت صوتا 17 هل الإنسان بريء أمام الله أم المخلوق طاهر أمام خالقه؟ 18 نرى الله لا يأتمن عبيده وإلى ملائكته ينسب الحماقة 19 فكيف الساكنون بيوتا من طين الذين أساسهم في التراب؟ألا يسحقون كما يسحق العث 20 وبين ليلة وضحاها يحطمون ويبيدون بلا أثر إلى الأبد؟ 21 أوتاد خيامهم

ايوب فصل 5

1 إن دعوت فهل من مجيب؟وإلى أي القديسين تلتفت؟ 2 فالغبي يقتله الغيظ والأحمق يميته الحسد 3 رأيت الغبي يمد جذوره وسرعان ما تقتلع دياره 4 بنوه بعيدون عن الخلاص يسحقون في الباب ولا منقذ 5 حصيدهم يأكله الجياع ويأخذونه حتى من الشوك وقوتهم يمتصه العطاش 6 فالبلية لا تخرج من التراب ولا الشقاء ينبت من الأرض 7 الإنسان يولد للشقاء وللتحليق تولد الصقور 8 لو كنت مكانك لدعوت الله وإليه تعالى رفعت أمري 9 عظائمه لا يدركها أحد وعجائبه لا يمكن أن تحصى 10 على الأرض ينزل أمطارا وعلى البراري يسكب المياه 11 يرفع الوضعاء إلى العلاء وإلى الخلاص ينتشل الحزانى 12 مقاصد المحتالين يبطلها فلا تصنع أيديهم شيئا 13 يمسك الحكماء بحيلتهم ومشورة الماكرين تصير جهلا 14 ففي النهار يواجهون ظلاما ويتلمسون الظهر كالليل 15 يخلص المقهورين من أشداقهم المساكين من يد طاغية 16 فيكون لكل ذليل رجاء يسد الجائرون أفواههم 17 هنيئا لمن يؤدبه الله من لا يرفض مشورة القدير 18 يجرح ولكنه يضمد يضرب ويداه تشفيان 19 ينجيك ست مرات من الضيق في السابعة لا يمسك سوء 20 في المجاعة يفديك من الموت في القتال من حد السيف 21 من سوط اللسان تستتر لا تخاف العد

ايوب فصل 6

1 فأجاب أيوب 2 لو أن بؤسي ومصائبي جميعا قدر وتوزن في ميزان 3 لكانت أثقل من رمال البحر كيف لا يكون كلامي لغوا 4 وأهوال الله تمحقني سهامه تنغرز بي سمومها تمتص روحي 5 أينهق الحمار على العشب أو يخور الثور على علفه؟ 6 أيؤكل الطعام التافه بلا ملح أم يكون لبياض البيضة طعم؟ 7 طعام كانت تعافه نفسي صار قوتي في زمن بلائي 8 من لي بأن تلبى طلبتي وليت الله يعطيني رجائي 9 ليته عن رضى يحطمني يطلق يده فيقطع حياتي 10 ولكن لي تعزية بعد بهجني في عذاب لا يحتملنني لم أنكر كلام القدوس 11 ما هي قوتي حتى أنتظر وما مصيري حتى أطيل حياتي؟ 12 أقوة الحجارة قوتي أم لحمي أنا من نحاس؟ 13 أبقيت في داخلي قدرة؟أما كل عون تباعد عني؟ 14 من منع الرحمة عن صديقه تخلى عن مخافة القدير 15 إخواني يمرون كالسيل ويعبرون كأنهار الأودية 16 وعليها يتكاثف الجليد وتزداد من ذوبان الثلج 17 لكن ما إن تسيل حتى تنقطع وفي الحر تختفي من مكانها 18 فيحول المسافرون طريقهم ويتوغلون في التيه فيبيدون 19 قوافل تيماء تبحث عنها وركبان سبأ بها يأملون 20 يجدون ثقتهم في غير محلها فحين يصلون إليها يخيبون 21 والآن هكذا حالكم معي رأيتم نكبتي فأصابكم فزع 22 أق

ايوب فصل 7

1 الإنسان لاجئ على الأرض وكأيام الأجير أيامه 2 كالعبد المشتاق إلى الظل والأجير الذي ينتظر أجرته 3 شهور من البؤس نصيبي وليال من الشقاء قدرت لي 4 أنام فأقول متى الفجر؟وأقوم فأقول ما أبطأ المساء 5 لحمي كساه الدود والقروح وجلدي تشقق قيحا وسال 6 أيامي أسرع من مكوك الحائك نفدت وما من رجاء 7 تذكر حياتي نسمة ريح وعيني لن ترى الخير بعد 8 تنظر إلي ولا تراني وتلتفت عيناك فلا أكون 9 مثلما يضمحل السحاب ويزول كذلك من يهبط عالم الموت لا يصعد 10 إلى بيته أبدا لا يعود ومكانه لا يتعرف إليه 11 لذلك لا أمنع فمي عن الكلام اكيا بمرارة النفس ضيقي 12 أبحر أنا أو أنا تنين تجعل حارسا علي؟ 13 إن قلت فراشي يعزيني مضجعي يخفف شكواي 14 روعتني بفظائع الأحلام باغتني برهيب الرؤى 15 فأرى الخنق أفضل شيء لي الموت خيرا من عذابي 16 من الأسى لا أحيا طويلا عني فأيامي نسمة 17 ما الإنسان لتحسبه عظيما أو لتشغل به قلبك؟ 18 تراقبه صباحا بعد صباح وفي كل لحظة تمتحنه؟ 19 إلى متى تنصرف عني؟فتمهلني لأبلع ريقي؟ 20 خطئت فماذا أعمل لك انت يا رقيب البشر؟ماذا جعلتني هدفا لك وحملا ثقيلا عليك 21 لماذا لا تتحمل معصيتي ولا تغض النظر عن إثمي؟ليل

ايوب فصل 8

1 فأجاب بلدد الشوحي 2 إلى متى تتكلم هذا الكلام فأقوال فمك مثل ريح عاصفة؟ 3 أيحول الله مجرى العدل أم يشوه وجه الحق؟ 4 إن كان بنوك خطئوا إليه فإلى يد معصيتهم أسلمهم 5 وأنت إذا بكرت إلى الله طلبت رحمة القدير 6 كنت نقيا ومستقيما ففي الحال يغار عليك يلبي صدق نواياك 7 فما كان قليلا في صغرك كثر جدا في آخرتك 8 سائل الأجيال السالفة تأمل تجارب آبائهم 9 فنحن بنو البارحة ولا علم لنا وأيامنا على الأرض ظل 10 هم الذين يعلمونك ويخبرونك ومن قلوبهم يقولون لك 11 أينمو الخيزران بلا مستنقع أم ينبت القصب من غير ماء؟ 12 تقطعه ولو في نضارته فييبس قبل كل النبات 13 هكذا يكون من نسي الله ويخيب رجاء كل كافر به 14 تتقطع أمانيه مثل الخيط مأمنه كبيت العنكبوت 15 يستند إليه فلا يثبت ويتمسك به فلا يقوم 16 يكون كالخضير تجاه الشمس مد غصونه على البستان 17 فتشتبك عروقه في الرجمة بين الصخور يستمد حياته 18 لكنك لو قلعته من مكانه أنكرته قلت ما رأيتك 19 يذبل مطروحا على الطريق وينبت في تربته آخر 20 الله لا يرفض النزيه لا يأخذ بأيدي أهل السوء 21 إذا سيمتلئ فمك بالضحك شفتاك بهتاف الفرح 22 ويلبس العار جميع من يبغضونك خيام الأشرار

ايوب فصل 9

1 فأجاب أيوب 2 أعرف هذا الأمر حق المعرفة لكن كيف يتبرر الإنسان عند الله؟ 3 لو شاء أن يجادله بالحجج ما أجاب عن حجة من ألف 4 الله حكيم القلب جبار من الذي يعانده ويسلم؟ 5 يزحزح الجبال فلا تستقر قلبها في ساعة الغضب 6 يزلزل الأرض من مكانها تتزعزع جميع أعمدتها 7 يأمر الشمس فلا تشرق يختم على النجوم فتظلم 8 من بسط السماوات غيره يدوس أمواج البحر 9 النعش والجوزاء من صنعه الثريا وكواكب الجنوب 10 عظائمه فوق حد الإدراك عجائبه تفوق العد 11 يعبر قدامي فلا أراه يمر بي فلا أتبينه 12 إذا أماتني فمن يرده؟ويقول له ماذا تفعل؟ 13 غضب الله لا يرده أحد أعوان رهب يسجدون له 14 فكيف لي أن أجيب الله أختار كلماتي معه؟ 15 ولو كنت بريئا لا أجيب خصمي نفسه حاكمي 16 وإن أنا دعوته فأجابني هل تراه يستمع لقولي؟ 17 وهو الذي يراني كشعرة يزيد جروحي لغير سبب 18 لا يتركني أستعيد أنفاسي يملأني فأمتلئ مرائر 19 أبالقوة؟فانظروا قوته بالقضاء فمن ترى يحاكمه؟ 20 إن محقا فكلامي يدينني و نزيها فهو يعلن ذنبي 21 أنزيه أنا؟لا أعرف واه كم سئمت حياتي 22 لا فرق عندي لأن الله بيد النزيه والشرير على السواء 23 يضرب فيميت في الحال يستهزئ بشقاء ا

ايوب فصل 10

1 سئمت حياتي فسأبدي شكواي لو تكلمت بمرارة نفس 2 فأقول لله لا تحكم علي ماذا تخاصمني أخبرني 3 أيطيب لك أن تظلم أن ترفض ما صنعت يداك ترفض عن مشورة الأشرار؟ 4 ألك عينان من لحم ودم هل كنظر الإنسان تنظر؟ 5 هل كأيام الإنسان أيامك ام سنينك كسنين بني البشر؟ 6 حتى تفتش باحثا عن ذنوبي تمعن في الفحص عن خطاياي 7 وأنت تعلم جيدا أني بريء لا منقذ لي من قبضتك 8 يداك كونتاني وصنعتاني لماذا تلتفت وتمحقني؟ 9 من الطين جبلتني تذكر الآن إلى التراب تعيدني؟ 10 سكبتني كاللبن الحليب جعلتني رائبا كالجبن؟ 11 كسوتني جلدا ولحما حبكتني بعظام وعصب 12 منحتني حياة ورحمة عنايتك حفظت روحي 13 كتمت هذا كله في قلبك لكني أعرف ما غايتك 14 تراقبني إن أنا خطئت من آثامي لا تبرئني 15 إذا أذنبت فالويل لي وإن تبررت فلا أرفع رأسي أني شبعت من الهوان ارتويت من شدة العناء 16 وإن ارتفعت تصطادني كالأسد تعود فتضربني أيضا 17 تجدد عدوانك لي تضاعف علي غيظك،وجيوشك تتناوب ضدي 18 لماذا أخرجتني من الرحم؟إذا لمت ولم ترني عين 19 وكنت كأنني لم أكن فأحمل من الرحم إلى القبر 20 أيامي قليلة فأشفق علي دعني فأنتعش قليلا 21 قبل أن أمضي ولا أعود إلى أرض عتم

ايوب فصل 11

1 فأجاب صوفر النعماتي 2 أما للكلام من رد أم يكون الحق للرجل المفوه؟ 3 بيانك هذا أيسكت الناس؟أم تتهكم ولا من يجاوبك 4 تقول آرائي لا عيب فيها وأنا بريء في عينيك 5 ليت الله يتكلم إليك ويفتح شفتيه ليجيبك 6 ويخبرك بتعاليم الحكمة لتضمن لك صواب الرأي فتعلم أن الله يحاسبك على ما ارتكبت من المعاصي 7 أتدرك عمق أعماق الله أم يحيط فهمك بكمال القدير؟ 8 هو أعلى من السماء فماذا تفعل؟وأعمق من الموت فماذا تعرف؟ 9 أطول من الأرض مداه وأعرض من البحر وسعه 10 يمر متى شاء فمن يوقفه؟ويجري أحكامه فمن يرده؟ 11 يميز أهل السوء جميعا وإن أبصر الإثم يتبينه 12 أيصير فاقد العقل عاقلا أم يولد حمار الوحش إنسانا؟ 13 لو وجهت قلبك إلى الله وبسطت إليه كفيك 14 ولو أبعدت يدك عن الإثم ومنعت الجور أن يسكن خيامك 15 لرفعت وجها لا عيب فيه ولكنت ثابتا ولا تخاف 16 تنسى الشقاء الذي أصابك وإن ذكرته فكسيل عبر 17 ويكون عمرك أبهى من الظهيرة وظلامه مثل نور الصباح 18 تطمئن لما لك من رجاء وتحرس فتنام في أمان 19 تستريح ولا يرعبك أحد بل كثيرون يستعطفون وجهك 20 أما عيون الأشرار فتكل وكل ملجأ لهم يبيد ولا يبقى لهم من رجاء غير أن يسلموا الروح

ايوب فصل 12

1 فأجاب أيوب 2 يا لكم من رجال كاملين وفي موتكم تموت الحكمة 3 لكن فهمي لا يقل عن فهمكم فمن يجهل مثل هذه الأمور؟ 4 هل صرت أضحوكة لأصدقائي لأني دعوت الله فأذلني أأضحوكة يكون البريء النزيه؟ 5 ألويل للمسكين عند أصحاب الشأن والضربة القاضية لمن تزل قدمه 6 خيام المعتدين في رغد من العيش والأمان للذين يغيظون الله وينفضون أيديهم من إلههم 7 والآن سل البهائم فتعلمك وطيور السماء فتخبرك 8 أو سل نبات الأرض فيريك وأسماك البحار فتحدثك 9 فما من هؤلاء من لا يعلم أن هذا من صنع يد الله 10 وفيها نفس كل حي وأرواح البشر أجمعين؟ 11 بالأذن تمتحن الأقوال كما بالحنك يذاق الطعام 12 الحكمة عند حلول المشيب والفطنة في طول الأيام 13 لله العلم والجبروت وله وحده المشورة والفهم 14 ما يهدمه الله لا يبنى ومن يغلق عليه يفتح له 15 يحبس المياه فتجف ويطلقها فتقلب الأرض 16 عنده العزة وصواب الرأي وله الضال ومن يضله 17 يسلب أهل الرأي رأيهم ويجعل القضاة حمقى 18 يحل وشاح الملوك ويشد أحقاءهم بقيود 19 يسلب الكهنة مشورتهم ويقلب الثابتين في مكانهم 20 يلغي كلام الفصحاء ويسلب الشيوخ تعقلهم 21 يصب الهوان على الأكارم ويزيل تفوق الجبابرة 22

ايوب فصل 13

1 رأت عيناي هذا كله سمعته وتبينته أذناي 2 ما تعرفون أعرفه مثلكم ولا أقصر عنكم في شيء 3 لكنني أخاطب القدير وأريد أن أعاتب الله 4 فأنتم تلفقون الكلام تطببون وطبكم باطل 5 ليتكم تلزمون الصمت تبرهنوا بذلك عن حكمة 6 والآن فاسمعوا حججي أصغوا جيدا إلى دعواي 7 ألأجل الله تتكلمون جورا في سبيله تنطقون بالبهتان 8 أم أنتم تحابون الله، وعن دعواه تدافعون؟ 9 إذا فحصكم أيكون لخيركم أم تسخرون به كأنه إنسان؟ 10 بل أشد التوبيخ يوبخكم أنكم تحابونه في الخفاء 11 أفما يرهبكم جلاله ويستولي عليكم خوفه 12 أقوالكم أمثال من رماد وأجوبتكم أجوبة من طين 13 أسكتوا عني فأتكلم أنا وليصبني من الله مهما أصاب 14 شوكي أقلعه بيدي وأحط روحي في كفي 15 لو قتلني الله لما قاومته بل لناقشت سلوكي لديه 16 هو حقا مخلصي الوحيد بينما الكافر لا يثبت أمامه 17 فاسمعوا كلامي بانتباه وأميلوا آذانكم إلى صوتي 18 ها أنا أعددت دعواي وأعرف أني على حق 19 إن كان الله يخاصمني فأنا أسكت وأسلم الروح 20 أمرين يا ألله لا تفعل بي وإلا تواريت عن وجهك 21 أن تبعد يدك عني ولا تدع هولك يرعبني 22 وأن تتكلم أنت فأجيب أو أتكلم أنا فتجاوبني 23 كم لي من الآثام وا

ايوب فصل 14

1 الإنسان مولود المرأة قليل الأيام كثير القلق 2 كالزهرة ينبت ويذوي وكالظل يمضي ولا يقف 3 أعلى مثلي تحملق عيناك وبه تأتي ليحاكم أمامك؟ 4 من يخرج طاهرا من نجس؟لا أحد سواك لا أحد 4 أما أيامه محدودة منك وعدد شهوره معين عندك وله قضيت أجلا لا يتعداه 5 فانصرف عنه ودعه وشأنه ليقضي مثل الأجير أيامه 6 للأشجار رجاؤها فإن قطعت تفرخ ثانية وفروخها لا تزول 7 وإن تعتقت في الأرض جذورها أو مات في التراب جذعها 8 فمن رائحة الماء تفرخ وتنبت فروعا كغرس جديد 9 أما الإنسان فيموت ويبلى ومتى أسلم الروح فأين هو؟ 10 البحر تنفذ مياهه والنهر ينشف ويجف 11 والإنسان يرقد ولا يقوم وتزول السماوات قبل أن يفيق وينهض ثانية من رقاده 12 ليتك تخفيني في عالم الموت وتسترني حتى يرتد غضبك وتضرب لي موعدا فتذكرني 13 لو كان الإنسان يموت فيحيا لانتظرت كل أيام شقائي إلى أن يأتي إلي الفرج 14 حين تدعوني فأجيبك وتشتاق إلى صنع يديك 15 ولا تعود تحصي خطواتي وتراقب يا الله خطاياي 16 بل تتغافل عنها وتكتمها وتستر على ذنوبي 17 ومثلما يسقط الجبل ويرتمي وتتزحزح الصخور من مكانها 18 وتبري المياه وجوه الحجارة وتجرف سيولها تراب الأرض هكذا تمحق رجا ال

ايوب فصل 15

1 فأجاب أليفاز التيماني 2 أحكيم وتجيب بكلام فارغ كمن في جوفه ريح شرقية؟ 3 فتجادل سواك بحجج واهية وبأقوال لا يعول عليها؟ 4 بل أنت تنقض مخافة الله وتعيق كل خشوع أمامه 5 خبثك يملي عليك كلامك وأنت تختار لسان الماكرين 6 أنا لا أدينك بل فمك وشفتاك تشهدان عليك 7 أولدت أنت أول البشر أم أبدعك الله قبل التلال؟ 8 هل سمعت أسرار الله أم احتكرت الحكمة لنفسك؟ 9 ماذا تعرف أنت ولا نعرف أم ماذا فهمت وخفي عنا؟ 10 كم من الشيب عندنا والشيوخ أصغرهم في السن أكبر من أبيك 11 ألا تكفيك تعزية الله لك والرفق في كلامنا معك؟ 12 لماذا يغتاظ قلبك ولماذا تزور عيناك؟ 13 فيرتد على الله غضبك ويلفظ هذا الكلام فمك 14 ما الإنسان ليكون طاهرا؟ولدته امرأة فكيف يصلح 15 القديسون لا يأتمنهم الله والسماوات غير طاهرة عنده 16 فكيف الإنسان وهو بغيض فاسد ويشرب الشر كأنه ماء 17 فاسمع لي لأوضح لك وبما رأيت أحدثك 18 وبما رواه لنا الحكماء عن آبائهم ولم يكتموه 19 ولهم أعطيت هذه الأرض ولم يعبر بينهم غريب 20 الشرير يتوجع كل أيامه وللطاغية سنين معدودة 21 صوت الرعب لا يفارق أذنيه وفي السلام يفاجئه المعتدي 22 لا يأمن الهرب من الظلام وعينه تترقب

ايوب فصل 16

1 فأجاب أيوب 2 يا ما سمعت مثل هذا الكلام وكم تتعبني تعزيتكم 3 أما للكلام الفارغ نهاية؟وماذا يحرضني حتى أجاوب؟ 4 لو كنتم مكاني لتكلمت كلامكم ونمقته وهززت عليكم رأسي 5 أو لشجعتكم بكلمات فمي إلى أن تكل من الحراك شفتاي 6 والآن إن تكلمت لا تزول كآبتي أو تمنعت فلا تذهب عني 7 لأن الله هد عزيمتي ودمر كل جماعتي 8 قيدني وشهد علي وقام يتهمني في وجهي 9 مزقني غضبا وأبغضني واحمرت عيناه علي خصومي فتحوا عيونهم 10 وفغروا أفواههم علي يلطمون خدي تعييرا ويتعاونون على إهانتي 11 ألله أسلمني إلى الجائرين وفي أيدي الأشرار طرحني 12 كنت في رغد فهشمني وبرقبتي أمسكني وحطمني نصبني هدفا لرماياته 13 فتطايرت من حولي سهامه يشق بها كبدي ولا يشفق ويسفك على الأرض مرارتي 14 يطعنني طعنة بعد طعنة ويهاجمني هجوم الجبار 15 لففت على جلدي مسحا ومرغت في التراب جبهتي 16 احمر وجهي من البكاء وعلا جفني ظلال الموت 17 مع أن يدي بريئة من الجور وصلاتي لا تشوبها شائبة 18 يا أرض لا تستري ما حل بي ولا يكن لصراخي انتهاء 19 لي من الآن شاهد في السماوات ومن يحامي عني في الأعالي 20 الشامتون بي هم أصدقائي ولكن إلى الله تفيض عيناي 21 ليت الإنسان ي

ايوب فصل 17

1 تلاشت روحي وانطفأت أيامي وصارت القبور وحدها مسكني 2 وها أنا عرضة للساخرين وعيناي بمرارة تحدق إليهم 3 كن يا رب كفيلا لي عندك فما من أحد يكفلني غيرك 4 أغلقت قلوبهم عن الإدراك فلم ترتفع لمعونتي يد 5 يجودون على أصحابهم بمالهم وعيون بنيهم يذيبها الحرمان 6 صرت مثلا عند الناس ووجها معرضا للبصق 7 عيناي كلتا من الغم وهيئتي كلها كالظل 8 يراني العادلون فيندهشون ويغار الأبرياء على حالتي 9 لكن الصديق يلزم طريقه والطاهر اليدين يزداد قوة 10 وأنتم فعودوا وتعالوا إلي لعلي أجد فيما بينكم حكيما 11 أيامي عبرت ودنت ساعتي وتبددت تمنيات قلبي 12 أما لهذا الليل من نهار؟وهل باشتداد الظلام يقترب النور؟ 13 ما رجائي؟والقبر أصبح بيتي وفي الظلام فرشت مضجعا لي 14 أقول للقبر أنت أبي وللديدان أنت أمي وأختي 15 فقولوا لي أين إذا رجائي؟وسعادتي من يا ترى يراها؟ 16 أيهبطان إلى أبواب القبر ويستريحان بجانبي في التراب؟

ايوب فصل 18

1 فأجابه بلدد الشوحي 2 متى تضع حدا لهذا الكلام؟فكر جيدا قبلما تتكلم 3 لماذا تحسبنا كالبهائم وتعتبرنا أغبياء في نظرك؟ 4 أنت يا من يمزقه غضبه أيهجر وجه الأرض لأجلك أو يزحزح الصخر من مكانه؟ 5 نور الشرير ينطفئ وسراجه عليه ينطفئ 6 النور يظلم في مسكنه وسراجه عليه ينطفئ 7 تسرع خطواته إلى الشر وبمعصيته يكون سقوطه 8 قدماه تسوقانه إلى الشرك فيمشي على شبكة منصوبة 9 يأخذه فخها بكاحله ويطبق عليه فمه 10 الحبائل مطمورة في الأرض والمصائد منصوبة في الطريق 11 تفاجئه الأهوال من حوله وتتعقبه خطوة خطوة 12 يباغته الرعب وهو مطمئن وفي عزه تحل به المصائب 13 يأكل الداء جلده والموت المبكر أعضاءه 14 من أمان خيمته ينتزع ويساق إلى ملك الأهوال 15 في خيمته يسكن من لا يخصه ويرش كبريتا على مسكنه 16 أصوله تيبس من أسفل وفروعه تزول من فوق 17 فيبيد ذكره من الأرض ولا يكون اسمه في الساحات 18 يطرد من النور إلى الظلمة وينفى نفيا من المسكونة 19 لا تكون له ذرية ولا نسل ولا يبقى في منازله ساكن 20 فيتعجب الآخرون من مصيره ويرتجف الأولون من الرعب 21 هكذا تكون مساكن الأشرار وهذه حال من لا يعرف الله

ايوب فصل 19

1 فأجاب أيوب 2 إلى متى تعذبونني وتسحقونني سحقا بأقوالكم؟ 3 لعاشر مرة تهينونني ولا تخجلون من تحقيري 4 إحسبوني ضللت حقا فضلالتي لا تخص سواي 5 وإن كنتم تستكبرون علي وتدعمون حجتكم بعاري 6 فاعلموا أن الله بلاني وألقى شبكته علي 7 فأصرخ من جوره ولا من مجيب وأدعو شاكيا ولا من منصف 8 طريقي سيجه فلا أعبر وبالظلام غطى سبلي 9 أزال عني كرامتي ونزعها وهي إكليل رأسي 10 هدمني إلى الأساس فهلكت ورجائي أقتلعه كشجرة 11 أضرم علي غضبه ومن أعدائه اعتبرني 12 غزاته زحفوا بأجمعهم وجاؤوا وحاصروا مسكني 13 إخواني ابتعدوا عني وازدرى بي معارفي 14 أقاربي وأصدقائي خذلوني وأهل بيتي تناسوا ذكري 15 إمائي حسبنني أجنبيا وغريبا ما رأينه من قبل 16 إن ناديت خادمي فلا يجيب ولو تضرعت إليه بفمي 17 لهاثي صار كريها عند زوجتي وجسمي نتنا لبني أمي 18 حتى الصغار اشمأزوا مني وفي غيابي يتكلمون علي 19 رجالي كلهم يمقتونني والذين أحببتهم انقلبوا علي 20 عظامي لصقت بجلدي ونجوت بجلد أسناني 21 إرحموني يا أصدقائي إرحموني يد الله هي التي ضربتني 22 لماذا تهاجمونني مثل الله ولا تشبعون أبدا من لحمي؟ 23 ليت هناك من يكتب أقوالي ليته يثبتها في سفر 24

ايوب فصل 20

1 فأجابه صوفر النعماتي 2 أثرت بكلامك خواطري فشعرت بحاجة إلى الرد 3 سمعت في عتابك ما يهينني فألهمتني فطنتي ما أجيب 4 أما علمت من قديم الزمان نذ كان الإنسان على الأرض 5 أن ابتهاج الكافرين قريب الزوال أن أفراح الشرير لحظة 6 فلو بلغ السماوات ارتفاعه مس رأسه أعالي السحاب 7 يضمحل كالغبار إلى الأبد يقول الذي رآه أين هو؟ 8 يطير كالحلم فلا يوجد وكرؤيا الليل يفر هاربا 9 يلوح للعين ولا يعود ومكانه لا يراه من بعد 10 بنوه يرتضون الذل وجاهه يشوبه الكدر 11 عظامه امتلأت بعزم الشباب ومعه تضطجع في التراب 12 يحلو في فمه الشر وتحت لسانه يخفيه 13 يحمله ولا يتخلى عنه فيجتره في حنكه 14 هو قوت يقلب معدته كسم الحية في جوفه 15 يتقيأ أقوالا بلعها الله يخرجها من جوفه 16 يرضع سم الحيات ولسان الأفعى يقتله 17 لا يبصر أنهارا تجري جداول من عسل وسمن 18 يرد مكاسب لا ينفقها ولا ينعم بثمار تجارته 19 يسحق الفقراء ويخذلهم ويغتصب ولا يبني بيتا 20 نهمه لا يعرف القناعة فعبثا تنقذه كنوزه 21 جشعه لا يبقي على شيء لذلك لا يدوم خيره 22 في عز غناه يشعر بالفقر ويد الشقاء تقع عليه 23 يصب عليه الله نار غضبه وعلى جسده يمطر سهامه 24 إن ف

ايوب فصل 21

1 فأجاب أيوب 2 إسمعوا وأصغوا إلى كلامي فيكون هذا تعزيتكم لي 3 إصبروا علي فأتكلم وبعد كلامي تسخرون 4 لو كانت شكواي على إنسان لما كان يضيق صدري؟ 5 إلتفتوا إلي أفلا تدهشون؟ومع ذلك تلزمون الصمت 6 أتذكر ما جرى لي فأرتعب وجسدي تأخذه الرعشة 7 لماذا يحيا الأشرار ويشيخون ومع الأيام يزدادون اقتدارا؟ 8 أولادهم يكونون أمامهم وذريتهم تتكاثر من بعدهم 9 بيوتهم آمنة من الفزع وعصا الله لا ترفع عليهم 10 ثورهم يلقح ولا يخطئ وبقرتهم تلد ولا تسقط 11 أطفالهم يسرحون كالغنم وأولادهم يرقصون كالغزلان 12 يحملون الدف والكنارة ويطربون بصوت المزمار 13 يقضون أيامهم في نعيم ويهبطون الموت في سلام 14 يقولون لله إبتعد عنا فلا نريد أن نعرف طرقك 15 من هو القدير حتى نعبده وماذا نستفيد إن رجوناه؟ 16 فسعادة الأشرار في أيديهم وتفكيرهم بعيد من الله 17 هل انطفأ سراج الأشرار أو نزلت بهم نكبة؟ 18 فصاروا كالتبن في مهب الريح أو كالعصافة في وجه الزوبعة؟ 19 أيدخر الله ذنوبهم لبنيهم؟ليتهم يجازون الآن فيعلمون 20 يرون هلاكهم بعيونهم ويتجرعون غضب القدير 21 فماذا يهمهم مصير بيوتهم بعدما يقضون أعمارهم المحتومة؟ 22 الله من يعلمه المعرفة؟وهو

ايوب فصل 22

1 فأجاب أليفاز التيماني 2 أينفع العاقل الله؟فالعاقل لا ينفع إلا نفسه 3 هل يرضى القدير إذا تبررت أو يستفيد إذا قومت طرقك؟ 4 هل على تقواك يؤدبك ويدخل معك في محاكمة؟ 5 شرورك أنت جسيمة وآثامك لا حد لها؟ 6 إرتهنت من أخيك بغير حق وسلبت العراة ثيابهم؟ 7 وحرمت العطشان ماء وحرمت الجوعان خبزك؟ 8 ببطشك امتلكت كل الأرض وبجاه رفيع سكنت فيها 9 أرسلت الأرامل فارغات وحطمت أذرع اليتامى 10 فكيف لا تحيط بك الفخاخ ولا يريعك رعب مفاجئ؟ 11 أو ظلام لا تبصر فيه أو سيل مياه يغمرك 12 الله في أعلى السماوات ويشرف على ذرى النجوم 13 لذلك قلت كيف يعلم الله؟أمن وراء الضباب يدين؟ 14 يحجبه السحاب فلا يرى وعلى قبة السماوات يمشي 15 فتبعت المعالم القديمة وفي طريق وطئها الأشرار؟ 16 فهلكوا قبل أن يحين أوانهم وجرف السيل أساسهم 17 قالوا لله إليك عنا وماذا يفعل القدير لنا؟ 18 وهو الذي يملأ بيوتهم خيرا فويح لمشورة الأشرار 19 ينظر الصديقون فيشمتون والأبرار فيسخرون منهم 20 يقولون ها خصومنا انقرضوا وآثارهم أكلتها النار 21 تقرب إلى الله وصالحه وبهذا يعود هناؤك 22 وتقبل شريعته من فمه وأودع كلامه في قلبك 23 فإن تبت إلى القدير باتضاع

ايوب فصل 23

1 فأجاب أيوب 2 شكواي لا تزال مرة فثقل يد الله يثير أنيني 3 ليتني أعرف أين أجده أو كيف أصل إلى مسكنه 4 فأعرض أمامه دعواي وأملأ فمي حججا 5 وأعرف ماذا يجاوبني وأفهم ما يقوله لي 6 أبعظمة جبروته يحاكمني أم عليه أن يصغي إلي؟ 7 فيرى أنني خصم مستقيم وأن دعواي هي الرابحة 8 أسير شرقا فلا أجد الله وغربا فلا أشعر به 9 أطلبه في الشمال فلا أراه وأميل إلى الجنوب فلا أبصره 10 أما هو فيعرف كيف أسلك وإذا امتحنني خرجت كالذهب 11 لأن قدمي سارت على خطاه ولزمت طريقه فما حادت 12 وصايا شفتيه ما ابتعدت عنها وحفظت في صدري كلام فمه 13 لكنه يختار فمن يمنعه؟وتشتهي نفسه فيفعل 14 يتمم ما قضى به علي أسوة بالكثيرين سواي 15 لذلك يشتد فزعي أمامه وكلما تأملته تضاعف خوفي 16 الله هو الذي أوهن قلبي والقدير هو الذي يخيفني 17 لا الظلام ولا سواده الحالك مع أنه يغطي وجهي

ايوب فصل 24

1 القدير لا تخفى عليه المصائر ولا يرى عارفوه يوم جزائه 2 الأشرار ينقلون التخوم ويسلبون القطعان ويحفظونها 3 يستاقون حمار اليتيم ويرتهنون ثور الأرملة 4 يزيحون الفقراء عن الطريق ومنهم يختبئ مساكين الأرض 5 فيهيمون في القفر كحمار الوحش باحثين عن طعام لأولادهم 6 يحصدون حقولا لا يملكونها ويقطفون للأشرار كرومهم 7 يبيتون عراة بلا لباس وفي البرد لا كساء لهم 8 يتبللون من مطر الجبال ويحضنون الصخر طلبا للمأوى 9 يخطفون اليتامى عن الثدي ويرتهنون أطفال المساكين 10 فيذهبون عراة لا لباس لهم ويحملون الحزم وهم جائعون 11 يعصرون الزيت بين حجرين ويدوسون المعاصر وهم عطاش 12 من المدن يخرج النحيب وتستغيث نفوس الجرحى والله لا يهتم لصلاتهم 13 هناك من يثور على النور ولا يعرف طرق الرب وفي سبله لا يستقر 14 عند الصباح يقوم القاتل ويفتك بالبائس والمسكين وفي الليل يكون كاللص 15 عين الزاني تترقب العتمة ليضعها قناعا على وجهه 16 يسرق البيوت في الظلام ويغلق على نفسه في النهار لا يريد أن يعرف النور 17 فالصبح له كظل الموت، يضيء فيملأه الرعب 18 الأشرار خفاف على وجه المياه ونصيبهم ملعون في الأرض،ولا من يتوجه إلى كرومهم 19 يبته

ايوب فصل 25

1 فأجاب بلدد الشوحي 2 السلطان لله عز وجل وهو صانع السلام في أعاليه 3 هل من يحصي عدد جنوده وعلى من لا يظهر نوره 4 كيف يتبرر أحد عنده ويكون مولود المرأة طاهرا؟ 5 القمر نفسه يعوزه النور والكواكب غير صافية في عينيه 6 فكيف الإنسان وهو هذه الحشرة وأين ابن آدم وهو تلك الدودة

ايوب فصل 26

1 فأجاب أيوب 2 يا لك من معين للضعيف ومخلص للذراع الواهنة 3 ويا للمشورة تعطيها للجاهل وللفهم تعرفه به 4 لمن توجه كلامك هذا؟وأية روح خرجت منك؟ 5 أرواح الأموات ترتعد تحت الأرض والمياه وسكانها يرتجفون رعبا 6 الهاوية مكشوفة أمام الرب والهلاك لا غطاء له 7 يمد الفضاء على الفراغ ويعلق الأرض على العدم 8 يحبس المياه في سحبه فلا يتمزق الغيم تحتها 9 يحجب وجه القمر كاملا وينشر عليه غمامه 10 يرسم حدا حول وجه المياه عند ملتقى النور والظلمة 11 أعمدة السماء تتزعزع وترتعد عجبا من تهديده 12 بقوته يرجع البحر إلى الوراء وبدهائه يحطم رهب 13 بنفخة منه أنار السماوات ويده شقت الحية الهاربة 14 إن كان هذا لمحة عن مآثره وصدى همسة نسمعه منه فمن يدرك رعد جبروته؟

ايوب فصل 27

1 وعاد أيوب إلى الكلام فقال 2 حي الله الذي أنكر حقي القدير الذي ملأني مرارة 3 ما دام بي نسمة من حياة ونفخة من الله في أنفي 4 لن تنطق بالسوء شفتاي ولا يتلفظ لساني بالمكر 5 كيف لي أن أبرر كلامكم؟وأنا أموت ولا أنكر نزاهتي 6 أتمسك ببراءتي ولا أرخيها وضميري لا يؤنبني على شيء 7 ليت عدوي يعاقب كالأشرار وخصمي يدان كفاعل السوء 8 فما رجاء الكافر إذا مات إذا استعاد الله روحه منه؟ 9 أكان الله يستمع إلى صراخه عندما كان ينزل به ضيق؟ 10 وهل كان يتدلل على القدير فيدعو إليه في كل حين؟ 11 أأخبركم بقدرة الله أم أكتم ما عنده من جبروت 12 أنتم جميعا شهدتموه فما بالكم تنطقون بالباطل؟ 13 حظ الشرير عند الله ونصيب الجائر من القدير 14 إن كثر بنوه فللسيف وهم لا يشبعون خبزا 15 فيما الباقون يموتون بالوبإ وأراملهم لا يبكين عليهم 16 إن جمع الفضة مثل التراب وكوم الملابس كالطين 17 فالصديق هو الذي يلبسها وفضته يرثها البريء 18 بيته كبيت العنكبوت أو كخيمة نصبها الناطور 19 ينام يوما وهو غني ويستفيق ولا شيء عنده 20 تدركه الأهوال في عز النهار وفي الليل تجتاحه الزوبعة 21 تحمله ريح السموم فيذهب ويقتلع من مكان سكناه 22 تهوي علي

ايوب فصل 28

1 إستخرجوا الفضة من المناجم ووجدوا مكانا لتمحيص الذهب 2 نبشوا الحديد من باطن الأرض ومن بين الصخور صفائح النحاس 3 جعلوا للظلمة حدا وبحثوا في أبعد الأبعاد عن صخور في حالك الظلام وعن التي في ظلال الموت 4 حفروا حيث لا موطئ قدم مناجم تدلوا فيها متأرجحين بعيدا من مساكن الناس 5 الأرض التي تنبت القوت لهم قلبوا ما تحتها كما بالنار 6 في صخورها مقر الياقوت وعليها غبار الذهب 7 طريقها لا تعرفه البواشق ولا تبصره عيون النسور 8 محال أن تدوسه الضواري وتسلكه أسود الغاب 9 مدوا أيديهم إلى الصوان وقلبوا أسس الجبال 10 نحتوا قنوات في الصخور بحثا عن كل ثمين 11 فحصوا منابر الأنهار وأخرجوا الخفايا إلى النور 12 ولكن هل وجدوا الحكمة؟واكتشفوا أين مقر الفهم؟ 13 طريقها لا يعرفه الإنسان ولا توجد في أرض الأحياء 14 الغمر يقول ما هي في والبحر يقول ولا هي عندي 15 لا تشترى بالذهب الخالص ولا توزن لثمنها الفضة 16 ذهب أوفير لا يعادلها ولا العقيق أو اللازورد 17 لا يقاس بها الذهب والزجاج ولا تقايض بمصنوع الذهب النقي 18 لا المرجان يذكر معها ولا البلور وأين من تحصيلها تحصيل اللآلئ 19 لا يعادلها الياقوت الأصفر ولا يوازيها الذهب ا

ايوب فصل 29

1 وعاد أيوب إلى الكلام فقال 2 ليت الشهور السالفة تعود أيام كان الله حارسي 3 يضيء سراجه فوق رأسي فأسلك بنوره في الظلام 4 أيام كنت في عز حياتي ورضا الله على مسكني 5 والقدير بعد ساكن معي وأولادي يحيطون كلهم بي 6 أغسل باللبن قدمي والصخر يفيض أنهار زيت 7 أخرج إلى باب المدينة وأتخذ في الساحة مجلسي 8 يراني الشبان فيحيدون والشيوخ فينهضون واقفين 9 يمسك الأمراء عن الكلام ويجعلون أيديهم على أفواههم 10 ويخفت صوت العظماء وتلصق ألسنتهم بأحناكهم 11 تسمعني أذن فتهنئني وتراني عين فتشهد لي 12 لأني كنت أغيث المسكين وأعين اليتيم الذي لا عون له 13 تحل علي بركة البائسين وتطرب لي قلوب الأرامل 14 لبست الحق فكان كسائي وبقي العدل حلتي وتاجي 15 كنت عينا بصيرة للأعمى ورجلا صحيحة للأعرج 16 وكنت وحدي أبا للفقير وسميعا لدعوى الغريب؟ 17 وكنت أهشم أنياب الظالم ومن بين فكيه أنتزع فريسته 18 فقلت سأموت في فراشي وكطير الفينيق أزداد أياما 19 جذوري ممتدة إلى المياه والندى يبيت على غصوني 20 فتبقى كرامتي نضيرة ويتجدد قوسي في يدي 21 كانوا يستمعون لي باشتياق ويصغون إلى مشورتي صامتين 22 على كلامي لا يزيدون شيئا وأقوالي عليهم كقط